الثمرة الطيبة

قلوب
تدق بعدد دقات الثواني مترقبة اللحظة التي يشرق فيها على هذا الوجود نور
عظيم خلق من نور الله الأعظم وبنفوس تتوق إلى الوقت الذي يضيء فيه نور
الريحانة الهاشمة والبضعة النبوية والعرس العلوي وأم الأئمة الأطهار
والحجة عليهم
يحدوها الشوق تعد الدقائق وتترقب الساعات قد نفد صبرها
راجية من المولى العلي القدير أن يقرب تلك اللحظة لتخر ساجدة لاستقبال ذلك
النور العظيم الذي مثله العزيز الحكيم بالمشكاة حيث قال ( الله نور
السماوات والأرض مثل نوره كمشاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة
كأنها كوكب دري ... ) الآية
مكبرة ومسبحة ومهللة مازجة ذلك بالتصفيق
والإنشاد عاقدة المحافل صادحة بذكر البضعة المحمدية والحوراء الإنسية
والراضية المرضية سيدة نساء أهل الجنة وأميرة نساء الدنيا الصديقة الكبرى
فاطمة الزهراء عليها السلام
وبهذه المناسبة الطيبة أرفع أسمى آيات
التهاني والتبريكات إلى سيد الوجود وهادي الأمة من الضلال الرسول الأكرم
صلى الله عليه وآله وإلى من جعله الله كفأا لها سيد الموحدين وأمير
المؤمنين عليه السلام وإلى من جعلت حجة عليهم أبنائها الكرام عليهم السلام
وإلى مقام خاتم الأوصياء وقائم آل محمد والآخذ بثأرها الإمام المهدي
المنتظر عجل الله فرجه الشريف وإلى علمائنا الأعلام وإلى كل من ينبض قلبه
فرحا بإشراقتها وإليكم أيها الأحبة الكرام داعيا المولى القدير أن يعيد
هذه المناسبة على كل من يعشق الزهراء بالخير واليمن والبركات وأن يزيل
بإشراقتها المباركة هموم المهمومين من المؤمنين والمؤمنات ويقضي حوائج
المحتاجين منهم ويمن ببركاتها على كل مريض من مرضى العاشقين لها بالصحة
والعافية والشفاء العاجل وأن يبعد كل سوء وبلاء عن شيعتها ومحبيها وأن
يبدل خوفهم أمنا ، فهذه حبيبة الله فمن أحبها فقد أحب الله ومن أحب الله
أمن من كل بلاء ونال رضاه فهنيئا لهذه الأرواح التي سعدت بعشقها للزهراء
وربحت رضا المعشوق الأعظم رب الوجود جل وعلا
أحبتي الكرام لن أطيل
عليكم المقام وإن كان يستحق ذلك لأنه في ذكر من سجد الوجود بأكمله تعظيما
لها فهي الثمرة الطيبة التي إستطعمها أبوها المصطفى صلى الله عليه وآله
حينما أعرج به إلى الملكوت الأعلى فعقدت نطفتها من ثمار الجنة واستقرت في
صلب أبيها الأكرم ومنه إنتقلت إلى ذلك الرحم الطاهر للسيدة خديجة عليها
السلام فلها إنتقالة واحدة فقط من صلب واحد إلى رحم واحد وهذه خاصية إختصت
بها سيدة النساء عليها السلام وكذا حينما أراد الله لنورها المبارك أن
يشرق على هذه الأرض أهبط أفضل نساء الجنة برفقة سيدة الحور لمباشرة
ومقابلة أمها خديجة عليها السلام كرامة لها
فأي إمرأة هذه التي تشرفت
نساء الجنة بمباشرتها وخضع الكون لإشراقتها واحتفل العالم ببزوغ نجمها
وصدحت الحناجر لاستقبالها وعشقتها الأرواح الطيبة فصارت راضية برضاء الله
لها وأبغضتها الأرواح الخبيثة فصارت مغضوب عليها فآل مصيرها إلى الجحيم
لماذا أحبها الله ؟ ولم جعل رضاه من رضاها ؟
لأنها
نذرت نفسها لله وأفنت عمرها في حب الله وبذلت كل جهدها ووقتها فيما يرضي
الله ودافعت بروحها عن دين الله وظلمت من أجل ولي والله واعتدي عليها
فصبرت في جنب الله واغتصب حقها فشكت أمرها إلى الله وهي الطاهرة المطهرة
من قبل الله والزكية التي زكاها الله والمرأة التي باهل بها رسول الله
بأمر من الله وهي من أطعم المسكين واليتيم والأسير لوجه الله فنزلت في
حقها وبعلها وبنيها سورة تبين مكانتهم عند الله
فأعطت حياتها لله فاستحقت أن يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها
وختام القول في حق هذه الطاهرة وبهذه المناسبة لخالق القول وأصدق المتكلمين
قول الله جل وعلا ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى )
والسلام على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته